Our projects and activities

 
Brochure recto
Click on the picture to see the brochure of our projects and activities
 
 

Latest news and events

Bishop Milad El Jawich


التاريخ: 9 نيسان سنة 30

عند فجر التاسع من نيسان سنة 30 قام الربّ يسوع. يعتقد أغلب الباحثين أنّ صلبَ يسوع حدثَ قبل يومَين، أي في 7 نيسان من تلك السنة. وهذه السنة، تشاء الصُدَف أن نحتفل بيوم الجمعة العظيم وبيوم القيامة في التاريخين ذاتهما، كما في سنة 30. قد لا تتكرّر هذه المصادفة إلّا نادرًا

في تلك اللحظة من ذلك اليوم 9 نيسان، تغيّر وجه العالم. ما أفخمها لحظةً! في صباح ذلك اليوم استفاق العالم على خبرٍ لم يُروَ من قبل: إنسانٌ ماتَ "وشبعَ موتًا" على الصليب يقوم من بين الأموات، كما لو أنّ وحشيّة الرومان لم تنفع كي "يموت موتًا" ذلك النبيّ يسوع الناصريّ الذي ادّعى أنّه ابن الله. هو حقًّا حيّ

ثلاثة أيّامٍ رقد فيها جسدُ يسوع المثخن جراحًا على أرضيّة ذلك القبر الجديد، النَديّ من جرّاء ندى نيسان. لم يكن سوى جسد تلفّه الظلمةُ الموحشة وندوب الصلب الشنيع. فجأةً انفتحت عينا يسوع الراقد ونهض كما لو أنّه كان في نومٍ. مَدّ يده، ونزع عنه اللفائف بهدوء، كما لو أنّه يفكّ ضمّادات جرح خفيف، وعلى مهل وضع كلّ شيء في مكانه: منديل الرأس على حدة، ولفائف الجسد الطويلة بقربه. كلّ شيء في مكانه، كما نقل إلينا يوحنّا في إنجيله.

وكلّما أزاح القائمُ قماشةً عنه بانَ الجسد بهيًّا، نظيفًا، أبيضَ يلمع كلمعان الشمس. أين الندوب؟ أين الدم المتخثّر المجبول بالتراب والعرق؟ أين خدوش الـمِـجلَد؟ أين الجِلد المنتوش المعلّق في الهواء؟ لا شيء من هذا كلّه، كما لو أنّ نورًا بهيًّا أُنزِلَ من السماء كي يمسحَ عن جسدِ يسوع بالكامل ما خلّفه بنو البشر وراءهم من قذارة، ويُعيدَه أبهى ممّا كان. أتراه الملاكُ المرسَل من السماء فعلَ ذلك، فجلس من ثمّ على القبر ينتظر وصول النسوة من بعد ما انتهى من عمله وغادر معلّمُه القبر؟ أو هي بالأحرى يد الله الآب الطريّة التي امتدّت من سكون الأبديّة وضمّدت جراح الابن كما لو أنّها يد أمّ حنون؟ أتخيّل يسوع يسأل أباه في تلك اللحظة: "والندوب، يا أبي، في رِجليّ ويديَّ وجنبي، لا تَنسِها؟" فَردَّ الآب وقال: "دعها علامةً لهم على حبّك، لن يصدّقوا أنّك قمت، حتّى تلاميذك سيشكّكون ويظنّون أنّك خيال، ومنهم من سيشترط لمسَها كي يؤمن. هاتِ عندها إصبعَه وَضَعْه في جنبك كي يلمس ويؤمن". فهمَ الابنُ مراد أبيه وصمت.

القيامة. يا لها من لحظةٍ مجيدة، بهيّة، لم يصفها لنا الإنجيليّون، ربّما تهيّبًا، أو بالأحرى لأنّها لحظة تخطّت مدارك عقولـِهم، مهما سمت عقولُـهم. أمّا أنا فأتجرّأ أن أتخيّل يسوع قائمًا، وبَسمةُ الغلبة على وجهه. لقد حضّر طويلًا لتلك اللحظة، طيلة ثلاثة أيّام، مدّة سبوته وراحته، لا بل أكثر، فهو أنبأ عنها منذ زمن: "وفي اليوم الثالث أقوم". صحيح أنّه مات كإنسان، لكنّه كإلهٍ ظلّ يعمل، ويَخيط قيامته بعناية، خيطًا بعد خيط.

خلاصُنا، يا أحبّة، صناعة جيّدة، صُنعَ بحبّ وإتقان كي يخلص كلّ ذي جسد. في تلك اللحظة، فكَّر يسوع بي وبك وبكلّ محبّيه عبر الأزمان وفوق التواريخ. أخالُه يتمتم وهو ينهض من رمسه: ها إنّي غلبتُ الموت من أجلك كي تغلبه أنت أيضًا متى دقّ الموتُ بابك. تساميتُ عن الألم ونجحت، كي تتسامى أنت أيضًا عنه حين يأتيك ليقضّ مضجعك. أمّا الشرّ فإنّي أَمَتّه شرّ ميتةٍ كي لا يسود عليك من بعدُ. أنت لي، أنت في بالي، كائنًا من كنت وأينما كنت وفي أيّ زمن كنت. القيامة أُهديها لك. أنا إن قمتُ فلأجلك، لا لأجل ذاتي. أنا إله حيّ دائمًا أبدًا، ولا حاجة لي أن أقوم لأنّي، كإلهٍ سرمديّ، لم أَمُت أصلًا. إن قمتُ كإنسانٍ فلأجل الإنسان، لأجلك ولأجل خلاصك. هذه هديّتي لك: قيامتي. التاريخ: في 9 نيسان 30.

DONATION

Login

Lost your password?

Cart

Your cart is currently empty.