"خذ الصبيّ وأمّه"، رواية الميلاد في إنجيل متّى (سلسلة الكتاب المقدّس التحليل الروائيّ)، دار المشرق، بيروت – لبنان، 2021

أتجرّأ فأقول بصريح العبارة: إنّ ما تقرأه في هذا الكتاب هو نظرة جديدة على رواية الميلاد في إنجيل متّى ( 1- 2). فيه بالطبع ما أتشارك به مع غيري، وفيه أيضًا الجديد الذي استخرجتُه بعد أن أخضعتُ النصوص لتحليل روائيّ دقيق. إستغرق تأليفه نحو ثلاث سنوات، كنتُ فيها متأمّلًا وباحثًا ومُطّلعًا على ما كتبه السلف في شأن رواية الميلاد عند متّى. كيفما قرأتَ أسطُري، حسبي أن تترك لنفسك أن تؤخذَ بكلمة الله، سواءٌ أقاربتَها مبتغيًا عِلمًا أم ساعيًا وراء فتاتٍ روحيّ بسيط. سأُغريك ببعض ما جاء فيه: سلالة يسوع التي عليها تقعُ أوّلًا ما إن تفتح العهد الجديد، أيّ حياة يمكنك أن تستخرجَها من أسمائها الغريبة ولازمتها الرتيبة "فلان ولد فلانًا"؟ كذلك يوسف، رجل مريم، هل كان فعلًا ذلك الزوج "المخدوع"؟ والمجوس، أولئك الغامضون الآتون من بعيد، مَن هم وما سرّهم؟ وهيرودس، ملك اليهوديّة، ما الذي دفعه إلى أن يجابه صبيانًا في بيت لحم؟ أمّا مريم، تلك السيّدة الآسرة، فما سرُّ صمتها العجيب؟ "خُذ الصبيّ وأمّه" فعلُ أمرٍ إلهيّ لك أيضًا، عزيزي القارئ. وما الكتاب الذي بين يديك سوى دليل يرشدك في حجّك إلى بيت لحم، هناك حيث ينتظرك يسوع، ذلك الصبيّ الصغير الراتع في حضن أمّه.
 

« Prends l’enfant et sa mère », Le récit de l’enfance de Jésus chez Matthieu (1-2), Lessius, Bruxelles, 2021

Jésus, "personne frontière" ou "personne-relais" ? Tour à tour "Christ" ou "celui qu'on appelle Christ" "fils de David" puis "Nazaréen" ; "roi des Juifs" ou "enfant avec sa mère". Autant d'appartenances multiples, opposées souvent, qui tissent une généalogie dont les incidences sont considérables. Telle est l'hypothèse audacieuse de Milad El Jawich, dont la lecture narrative et spirituelle des premiers chapitres de l'évangile selon Matthieu pose ceci : si, d'entrée, sont énumérés les noms des ancêtres de Jésus, c'est pour nous inviter à nous identifier à ces personnages bibliques ou, selon les cas, à nous en distancier. Voilà pourquoi l'auteur relit et analyse le récit de ces personnages tantôt célèbres comme les patriarches et David, tantôt discrets comme Thamar, Rahab ou Ruth. Car c'est bien dans cette humanité-là, éminemment complexe, lumineuse et ambiguë, que Dieu s'est incarné.
 

- أسرار الناصرة، أضواء على سنوات يسوع الثلاثين المفقودة في الأناجيل (سلسلة الكتاب المقدّس أبحاث وتفاسير)، دار المشرق، بيروت – لبنان، 2021

وُلدَت فكرة هذا الكتاب من تساؤلات الناس حول قضيّة السنوات الثلاثين الخفيّة التي قضاها يسوع في الناصرة. ما من سهرة إنجيليّة عقدتُها في الرعايا لم يطرح فيها المؤمنون عليَّ أسئلة تناولت جانبًا من جوانبها: أين عاش يسوع طوالَ تلك السنين؟ ماذا كان يعمل؟ كيف تربّى؟ من كانت عائلته؟ هل كان لديه فعلًا إخوةٌ وأخوات؟ هل صنع المعجزات وهو صغير السنّ؟ هل سافر إلى خارج حدود فلسطين، إلى الهند ومصر كما يزعم بعضُهم؟ لمَ صمتت الأناجيل عن تلك السنوات الخفيّة؟ هل من أمرٍ خفيّ حولها يُحظَّر على المؤمنين أن يعرفوه؟ إلخ. وكلّما كانت الأسئلة تزداد، كانت رغبتي في كشف أسرار تلك السنوات "الناصريّة" تشتدّ. أمّا وقد صمتت الأناجيل الرسميّة عن تلك الحقبة من حياة الربّ يسوع فعلامَ استندت في بحثي عن تلك السنوات الغارقة في الظلّ؟ على الأناجيل القانونيّة ذاتها. لكن كيف؟ هنا تكمن المغامرة. شفي ختامه، عزيزي القارئ، آمل أن تزداد محبّتك لابن الناصرة ويشتدّ انذهالك بسرّ امّحائه الرهيب.
 
 

الله الذي في القبو. مقالات، منشورات المكتبة البولسيّة، جونية – لبنان، 2020

من فيض القلب... يتكلّم القلم
طالما رغبتُ في أن أجمعَ ما كتبتُه هنا وهناك في كتاب واحد. والكتيّب الذي بين أيديكم إنّما هو عصارة ما اختمر في داخلي عبر السنين من أفكار وطروحات، يتناول بعضها "ما هو لقيصر"، أي العالم وشؤونه، وبعضُها الآخر "ما هو لله". "الله الذي في القَبو" هو عنوانُ واحدٍ من المقالات الواردة في متن الكتاب. اخترتُه عنوانًا للكتاب كلّه، لأنّ بغيتي السامية إنّما هي البحث عن الله، ذلك "الآب الذي في الخفاء" (مت 6: 6)، في أكثر الأمكنة خفاءً: في أقبية ذاتي، حتّى في "ما هو لقيصر"، في دهاليز هذا العالم اللاّهث وراء الضوء والضوضاء
عادةً، لا أدوّن حرفًا ما لم يكن قد تكوَّن بدايةً في أعماقي، في قلبي وفكري. إنّها حكاية تمخّض داخليّ ولَّدَ، في نهاية المطاف، الصفحات التي ستقرأونها.
مُناي أن تتمتّعوا بما فاض به قلبي، فيسري بيننا تيّار من الحبّ لا يسري عادةً إلاّ بين متحابّين.
 

La fonction narrative des disciples dans Mc 14-15 et Lc 22-23. Analyse comparative, Éditions LIT, Berlin, 2019

Disciples faillibles et fuyards, Pierre renie son Maître, Judas le livre à ses ennemis … Telles sont les images stéréotypées que le lecteur capte de la lecture du récit de la Passion de Jésus. Mais la problématique est-elle si simple ? La caractérisation des disciples n'est-elle pas plus complexe qu'on le croit généralement ? Cette étude narrative du récit de la Passion chez Marc et chez Luc montre qu'il ne s'agit pas de savoir si les disciples sont faillibles ou non, mais bien comment et pourquoi ils le sont ou ils ne le sont pas. Elle montre également que Marc n'est pas aussi négatif envers les disciples qu'on le croit généralement, ni Luc plus indulgent que Marc. Voilà le défi que notre étude ose affronter.
 

- "الراهب القدّيس"، سنوات الأب المكرّم بشارة أبو مراد الأخيرة في دير المخلّص ووقائع جنازته بحسب الوثائق الرهبانيّة المحفوظة في الدير، منشورات الرهانيّة المخلّصيّة، دير المخلّص، جون – لبنان، 2020

أنعم الله عليّ مرّةً، وأنا أتفقّد غرفة المحفوظات في دير المخلّص، وهي التي تقع في ممشى الرئاسة العامّة بالقرب من مكتب أمانة السرّ، بأنْ وقع نظري على مجلّد كبير كُتبَ على ظهره: يوميّات الرهبانيّة 1913-1918. وفورًا دفعني الفضول إلى أن أتصفّح هذا المجلّد، رغبةً منّي في الاطّلاع على أحوال الدير في تلك السنين العجاف، سني الحرب العالميّة الأولى، مع ما رافقها من أهوال المجاعة الكبرى، التي رمت بمئات من الفقراء الجياع إلى لقمة خبز عند أبواب الدير. وما لبثتُ أن وجدتُ كنزًا لا يُقدَّر بثمن: تفاصيل دقيقة عن تلك المرحلة، بما فيها لوائح بأسماء الفقراء الذين توافدوا على الدير من بلدات جون والمحتقرة وبكيفا وغيرها، ولوائح أخرى عن كمّيّات الطعام المقدَّم، وصورةً عتيقة عن الفقراء والآباء الذين يقدّمون الطعام، وغيرها من التفاصيل التي تنام غافية في هذا المجلّد الثمين. حالاً ذهب فكري إلى أواخر سني العشرين، وهي السنوات التي أمضى فيها "قدّيسُنا" الأب بشارة أبو مراد أيّامه الأخيرة في دير المخلّص. ظفرتُ بعد قليل من التفتيش على المجلّدَين اللّذَين يؤرّخَان تلك الحقبة... عندها أدركتُ أنّني أمام كنز نفيس قد يمدّنا بأخبار غير منشورة بعد، ولو نافلة في بعضها، عن الأب بشارة في سنيه الأخيرة في دير المخلّص
 
 

يا مخلّص العالم، اليوبيل المئويّ الثالث لدير المخلّص، منشورات الرهبانيّة المخلّصيّة، دير المخلّص، جون - لبنان 2011

مع هذه الصرخة كانت البداية، بداية ديرٍ شاء المخلّص، بعنايته المدبّرة، أن يزرعه على إحدى التلال في منطقة إقليم الخرّوب من أعمال لبنان.
إنّه دير المخلّص العامر، الدير الأمّ للرهبانيّة الباسيليّة المخلّصيّة.
من 1711 إلى 2011، ثلاث مئة سنة من التاريخ الأثيل، تاريخٍ كُتب دائمًا بحبرِ الحبّ وبذل الذات، وحينًا بِحبر الدم والاستشهاد.
من ألف وسبعمئةٍ وإحدى عشرة إلى ألفَين وإحدى عشرة، ثلاث مئة سنة نختصرها في أحد عشر فصلاً، عابقة بمجد السنين ورجاء المستقبل.